دنت السمش من المغيب واشتدت رياح الغروب، عقارب الساعة تقارب السابعة مساء ،وهاهو يوم آخر مليء بكثير من الجد والجهد والمرح يشارف على وداعي.
تلك الحافلة التي تقلني تحركت اخيرا، بعد ان اكتفت بحمولتها من البشر. وها هي تطوي ورائها الشارع الجنوبي لمدخل مدينة نابلس.هي تسابق جاراتها من المركبات، كما تسابق زمنا لم يعد لنا... راحة نفسية اشعر بها دائما بعد اجتيازي لذلك الحاجز، الذي اصبح من مستلزمات حياة كل فلسطيني يحاول الوصول الى مدينة نابلس. لكن راحتي هذه لم تدم. حتى لكانها لم تظهر، الا وبددها مشهد آخر من مشاهد الذل المفروض على هذا الشعب.
مشهد مفزع.. رطل من المركبات، والحافلات مصطفة وراء بعضها، تعرف بدايتها، ولا تعرف نهايتها. ومع انه يجدر بي ان اكون قد اعتد على مثل هذا المنظر، الا اني لم استطع ان اخفي صدمتي، حين رايت الكم الهائل من السيارات، امامنا.فكرة واحده راودتني ذلك الحين –ما الهدف من وضع حاجز يتسهار، ومن ثم تثبيته، لا سيما ان غالبية المارين عنه يعبرونه بعد الخضوع لتفتيش دقيق على حاجز حواره العسكري.ومع بداية تحليلي لهذه الفكره بدأت معاناتي على يتسهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق