الثلاثاء، 23 فبراير 2010

طابور الانتظار المميت

فاطمة ابراهيم

دنت السمش من المغيب واشتدت رياح الغروب، عقارب الساعة تقارب السابعة مساء ،وهاهو يوم آخر مليء بكثير من الجد والجهد والمرح يشارف على وداعي.

عجلة المسير لدي تتحرك، ودائرة خيالاتي بدأت تبحر في مساراتها، وتوزع افكارها على كل ما تقع عليه نظراتي، لتصنع منه قضية تحاول تحليلها.
 

تلك الحافلة التي تقلني تحركت اخيرا، بعد ان اكتفت بحمولتها من البشر. وها هي تطوي ورائها الشارع الجنوبي لمدخل مدينة نابلس.هي تسابق جاراتها من المركبات، كما تسابق زمنا لم يعد لنا... راحة نفسية اشعر بها دائما بعد اجتيازي لذلك الحاجز، الذي اصبح من مستلزمات حياة كل فلسطيني يحاول الوصول الى مدينة نابلس. لكن راحتي هذه لم تدم. حتى لكانها لم تظهر، الا وبددها مشهد آخر من مشاهد الذل المفروض على هذا الشعب.

لقد كتب علي ان اجتياز حاجزيين عسكريين، اسرائيليين، لا يفصل بينهما سوى خمس دقائق من الوقت، وربما اقل.
 
تتصارع المركبات في اخذ مواقعها،ويتكرر المشهد من جديد.زحمة المرور، والاصطفاف، والانضباط، قبل الوصول الى نقطة التفتيش، لكن هذه المرة لا يسمع صراخ الشباب،ولا تؤوهات الاطفال، ولا حتى حوقلات الشيوخ، وكلمات اليأس من النساء.كل ما بالامكان سماعة هو اصوات السيارات(الزوامير)، بالاضافة الى صوت المذياع المتصاعد من تلك المركبة، اوتلك الحافلة.
 
وكما العادة المطلوب هو الانضباط ،والاصطفاف، والترتيب، وكأنه طابور المدرسة. وان اردنا ان ندقق التعبير قلنا عنه طابور العسكرية، او الجيش. كيف لا، والمشرفين على هذا الطابور هم اصل الانضباط من العسكر. ومن يمكنة القول ان الجيش الاسرائيلي بقبل بمخالفة النظام.
 

مشهد مفزع.. رطل من المركبات، والحافلات مصطفة وراء بعضها، تعرف بدايتها، ولا تعرف نهايتها. ومع انه يجدر بي ان اكون قد اعتد على مثل هذا المنظر، الا اني لم استطع ان اخفي صدمتي، حين رايت الكم الهائل من السيارات، امامنا.فكرة واحده راودتني ذلك الحين –ما الهدف من وضع حاجز يتسهار، ومن ثم تثبيته، لا سيما ان غالبية المارين عنه يعبرونه بعد الخضوع لتفتيش دقيق على حاجز حواره العسكري.ومع بداية تحليلي لهذه الفكره بدأت معاناتي على يتسهار.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق