الثلاثاء، 23 فبراير 2010

الإعلام البديل مفهومه وأبعاده

بقلم مراسلة الصحيفة:

إكرام أبو عيشة\ نابلس

 

بدأ الإعلام البديل يزحف نحو المؤسسات الاعلامية في السنوات الأخيرة، وكانت بداياته من المؤسسات الكبيرة والأكثر قربا من الدولة، وينحاز الإعلام البديل إلى مصادر التمويل بالدرجة الأولى. والهدف من الإعلام البديل هو نزع الوظيفة الإعلامية من يد الدولة, وهو الخصخصة المضادة لخصخصة الإعلام القومي أو هو الخصخصة البديلة, لأن الاستراتيجية الكونية ومصالحها تريد أن تنتزع من الدولة ثلاثا من ركائزها العتيدة: البنوك العامة, القطاع العام, الإعلام القومي, بما يكفي لعزل النظام الوطني عن قواعده الشعبية, وبما يكفي للاستفراد به بعيدا عن الدعم الجماهيري.

 

ويشمل الإعلام البديل المدونات (البلوجز) والمنتديات ومواقع الشبكات الاجتماعية (مثل فيس بوك)، التي تكفل للفرد أن يكتب الأخبار التي سمع بها وينقلها للجمهوروهذا شكل من أشكال الخصخصة، بحيث أصبح الشخص العادي وسيلة إعلام مستقلة تنافس وسائل الإعلام الكلاسيكية المعروفة، وهذا ليس مجرد خيال،فنحن نشاهد في هذه الأيام كيف أصبحت المنتديات والمواقع الأخرى تنقل الأخبار و وجهات النظر المختلفة بشكل أسرع من الفضائيات المعروفة والصحف الشهيرة.

 

ويستبشر البعض بالإعلام البديل ويعتبره حديث إيجابي جدا؛ لأنه يعالج مشكلات الإعلام الكلاسيكي ويقدم المعلومة الصادقة دون تعرضها إلى فلترة حراس البوابة كما يحدث في الإعلام التقليدي ( الصحف، المجلات، التلفاز)، والتفاؤل بالإعلام البديل لا يقتصر غلى العالم العربي فحسب بل إننا نجد كبرى دول العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية ترحب بهذا المصطلح وتعتبره بديل جيد للإعلام التابع للدولة.

 

لكن من المؤكد أن الاعلام البديل ليس هو الحل للتخلص من الإعلام التقليدي؛ فالأخير يعاني من عدم المصداقية والأول يعاني من مشاكل كثيرة يجعله أكثر خطرا على ثقافة الأمة خاصة في العالم العربي الذي تقترب آراء الناس فيه إلى السطحية، وهي عادة ما تكون مرتبطة بالشائعات والشعارات المدعومة من عدد كبير من الشعب على الرغم من أنها لا ترتكز إلى منطق أو إلى تاريخ معين.

 

ومن أبرز سلبيات الإعلام البديل سيطرة الرأي الشخصي على معلوماته ومحتوياته دون أن يتسنى لنا التأكد من صحة المعلومة بشكل رسمي وقانوني، وكذلك الجهل العام بمجريات الأمور فكاتب المدونة من الممكن أن يكون شخصا عاديا وغير ملم بكل ما يجري، ففي الغالب ما يوضع بجانب المواضيع التي يتم طرحها في المدونات على الشبكة العنكبوتية أسماء وهمية لذا لا يمكن مراجعة المعلومة أما الإعلام الكلاسيكي فهو يحتوي غلى أسماء معروفة ولها تاريخها بغض النظر عن وجهات نظرها.

 

ولا نريد أن نغفل هنا أن بعض كتاب المدونات هم حقا من شباب الأمة الذين يحلمون بتطوير أمتهم من خلال وجهات النظر المطروحة في مدوناتهم، لكن ما يجب الإشارة إليه هنا هو عدم الاكتفاء بالاعلام البديل وحده لإيصال وجهات النظر بل يجب طرق أبواب أخرى أكثر متابعة من قبل الجهات الرسمية وأكثر تأثيرا.

لذا يجب على كتاب المدونات أن يبذلوا مجهودا أكثر للوصول إلة منطقية بالطرح التي تجلب متابعة أكثر لمثل هذا النوع من الإعلام الذي وجد متابعة لا بأس بها من الجمهور، ومن المتوقع أن تزيد متابعته مستقبلا بين أوساط الجمهور إذا لم يسعى الإعلام التقليدي إلى التخلص من مشاكله، وإلى تقديم المعلومة بشكل أوسع وأوضح إلى جمهوره دون أن يتم تضليلها من قبل حراس البوابة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق