الثلاثاء، 23 فبراير 2010

قمة الـ 1000،000،000جائع

علاء عبيد -  رام الله
 

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو »، هي إحدى

المنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، ومهمتها قيادة

الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم. وكأي مؤسسة

أممية، فإنه يفترض أن تكون الفاو منتدى محايدا؛ تتقابل

فيه الأمم كلها على أساس الندية. وتعتبر كذلك مصدرا

للمعرفة والمعلومات الدقيقة، التي تمد بها البلدان النامية

والدول في مرحلة التطور، من أجل تطوير وتحسين الزراعة،

وزراعة الغابات ومصائد الأسماك، والتنمية الزراعية.

وترفع المنظمة شعار: «أوجدوا خبزا » وقد تأسست في السادس

عشر من أكتوبر عام 1945 في مدينة كويبيك بكندا. وفي

عام 1951 تم نقل مقرها الرسمي من واشنطن إلى روما،

وتضم في عضويتها أكثر من 190 دولة.

وقد أعلنت الفاو في قمتها الأخيرة في تشرين الثاني

الماضي، أن عدد الجياع في العالم قد وصل إلى مليار ومئتي

ألف جائع. وقد غاب عن القمة قادة مجموعة الدول الثماني،

باستثناء سيلفيو برلسكوني؛ رئيس الحكومة الإيطالية.

وقد حاول جاك ضيوف؛ مدير الفاو، في هذه القمة، أن

يدعو الأمم لمناقشة المشكلة الأكثر مأساوية في تاريخ

الإنسانية، ووجه رسالة إلى الدول الصناعية الكبرى؛ بأن

الانتصار في معركة الفقر ممكن، داعيا إلى زيادة الإنتاج

الزراعي بنسبة 70

%؛ لتأمين الغذاء لأكثر من تسعة مليارات

شخص بحلول عام 2050 .

وعقدت الفاو العزم هذه المرة على دعوة الدول المشاركة إلى

قطع وعود عملية في روما، وركزت على أن تكون هنالك

استثمارات ضرورية لقطاع الزراعة، تقدر بحوالي 44 مليار

دولار، مقابل ثمانية مليارات حاليا.

وتذكر الفاو أن عوامل النجاح تكمن في إيجاد بيئة ملائمة

للنمو والاستثمار، تستهدف سكان الأرياف المحرومين،

والتخطيط الإستراتيجي طويل الأمد. وقد وقعت غالبية

المشاركين على التقيد بنتائج القمة، ولكن هذه الغالبية

كانت من دول العالم الثالث؛ الأكثر تضررا وحاجة.

وقد مثل غياب الدول الصناعية الكبرى قمة الانتهازية

والأنانية، خاصة أن معظم مشاكل الفقر في العالم نجمت

عن السياسات الاستعمارية، والعولمة الاقتصادية، التي تزيد

من تبعية الدول الفقيرة، وتجعلها عرضة لغزو منتجات

الدول الكبرى، بشكل يدمر الأسواق المحلية. وكان واضحا أن

المتغيبين عن القمة هم الذين يملكون قرار

استئصال مشكلة الجوع، لتحكمهم بأكثر

من 65

% من اقتصاد العالم، الذي يذهب

جزء كبير منه للإنفاق على التسلح وتجارة

الحروب. وقد أدى غيابهم إلى فشل قمة

الجياع في روما.

وبالحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية

تحديدا، فإن المبالغ الخيالية التي أنفقتها في

حربها الأخيرة على العراق، تحت شعار نشر

الديمقراطية، تقدر بستة آلاف مليار دولار،

وذلك حسب تقديرات جوزيف ستيغلتز؛

الاقتصادي الأمريكي العالمي. وفي المقابل

تقدر جميع المساعدات الأمريكية للقارة

الإفريقية المتخمة بالجوع والمرض والحروب

بخمسة مليارات دولار. وقد أشارت دراسات

علمية إلى أنه كان بالإمكان انتشال القارة

السوداء من هذا الفقر لو تم توجيه المال

الضائع بالشكل المناسب.

وهنا تكمن المشكلة الأساسية في قمم الفاو

لمعالجة الفقر، في الفقراء يجتمعون وحدهم

ويقررون، والأغنياء يراقبون من بعيد ولا

يبالون!
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق