سهيلة الراعي، أم عبد الله سيدة فلسطينية تقطن في الجنوب من مدينة الخليل جعلت من نفسها نموذجا من نماذج التمييز والبناء فبعدما كانت سيدة بسيطة لا تمتلك من الدنيا شيء أصبحت مالكة لمجموعة من المشاريع المتميزة التي تحاكي بإتقانها وجماليتها جميع نماذج البناء .
لم تكن البداية صعبة.... الإدارة والعزيمة والقوة هي من صنعت منها امرأة مميزة مجتهدة متفانية بحبها لما تصنع، فانطلقت بمشروع حصلت عليه بدعم من منظمة الصليب الأحمر الدولية، هي ومجموعة من النساء، فكانت البداية المتميزة لأمرأة عشقت الإتقان وحب الحياة، وكان مشروعها عبارة عن صناديق من العسل قدمت لها من المنظمة لتستمر في عملها وعطائها وتنجح في مشروعها بدرجة كبيرة جدا عن قريناتها، فأخذ العمل يكبر ويكبر لتزداد الصناديق وتبدأ السيدة بأشغال مشاريع جديدة فمن العسل إلى تربية الدواجن وتربية الحمام وتربية الأرانب، وفتح أفق جديدة وتوقيع شراكة مع أشخاص ومؤسسات ،هذا بالتحديد ما أخبرتني به أم عبد الله وتكاد السيدة إخفاء دمعتها وتضيف( لم أكن أتوقع أن يستمر عملي ويزداد إلى هذه الدرجة ولكن ما جعلني كذلك حبي لعملي وأملي بتغيير الواقع الاقتصادي لأسرتي واليوم أنا ومجموعة من العاملين نسد رمق عائلاتنا والزائد نطور به مشروعنا الذي ما زال يزداد ويتفرع) .
فخورة بما أنجزت ومتحدثة عن البدايات الصعبة التي أجبرتها كثيرا إلى التوقف أحيانا وحشد طاقات إضافية في أحيان أخرى قالت أم عبد الله (في الحقيقة أنا فخورة جدا بما توصلت إليه ولكن عند تذكري لبدايات العمل يزداد شعوري بالفخر وسرعان ما يتحول إلى ثقة متزايدة هي ما تجعلني أحذو نحو التطوير في عملي والتفوق) .
لم تبخل أم عبد الله بأراد رسائل للنساء الأخريات اللواتي يرغبن بدخول عالم العمل والمشاريع وكل ما توصي به أن يتحلين بالارداة والعزيمة وأن ينظرن دائما للغد المشرق والنجاح المتميز مستشهدة بما صنعت فلولا أللأمل الذي كانت دوما تنظر نحوه بشغف مستمر لما توجت مشاريعها بالتميز الحاصل.
وفيما يتعلق بالدعم الأسري قالت أم عبد الله "الجميع ساندني وقدم لي كل ما يمكن تقديمه ولولا الدعم الذي منحوني إياه لما توصلت إلى كل هذا النجاح، فالأسرة وبالتحديد زوجي الذي ما فتاء يقدم لي المشورة كانوا جميعا بمثابة المرشد لي ولأعمالي".
لم تكن أم عبد الله السيدة الوحيدة التي مضت في مجالات كهذه إلا أنها صنعت تميزا وجسدت طريقة في أداء رائع سيبقى يذكر اسمها عليه حتى ما بعد النهاية ،ليبقى النجاح سر من أسرار الحياة التي لا يمكن للجميع الوصول إليها،ولكن تبقى المحاولة المستمرة والمتكررة سيدة الموقف عند الجميع ،فهذا ما يمكن استخلاصه من تجربة أم عبد الله.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق