جامعة بيرزيت تشهد نتائج خاطفة
أجرى التحقيق
ساهر شهوان
عام كامل على غياب مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت ، وما ترتب عليه من حرمان العديد من الطلبة من حقهم الشرعي المتمثل في وجود جسم طلابي يتبنى مشاكلهم وهمومهم اليومية ، قررت حركة الشبيبة الطلابية خوض الإنتخابات مجدداً وكانت بمثابة الخبر الصاعق والمفاجىء لجموع الطلبة بعدما ظنوا أن الإنتخابات لن تعقد مرة أخرى في ظل الإشكالية القانونية المتعلقة برئاسة مجلس الطلبة بعد فوز حركة الشبيبة بالإنتخابات للعام الماضي ، فكان هذا القرار الحركي بمثابة جرس البداية لخوض الإنتخابات لهذا العام وتحمل تبعات عدم تشكيل المجلس لمدة عام كامل وما أفرزه الصندوق من نتائج أعتبرت بالخطيرة على حد قول بعض الخبراء والمتابعين أو بالمتوقعة والطبيعية على حد قول الآخرين .
كان لمدرس الاعلام عبد الناصر النجار دور في التعقيب على نتائج الانتخابات
بقوله: هناك تاثير خارجي على ساحة الجامعة ، لان كل كتله داخل الجامعة هي امتداد للحركات السياسية _الحركات الأم_وهذا يؤثر على الطالب عندما يريد ان يختار احدى الكتل.
حيث اشار ان الاسباب التي تقف وراء النتيجه تتمثل بعدم تشكيل المجلس لمدة عام، وقيام اشخاص باعمال غير قانونية داخل الجامعة وكان لهم دور في الدعاية الانتخابية، وتصريحات الرئيس عن العملية الاستشهادية ، واستغلال الناحية الدينية من بعض الكتل وعدم تطبيق البرامج النقابيه على حد قوله.
مبررات نتائج الإنتخابات
اوضح منسق حركة الشبيبة الطلابية ان هناك عدة عوامل مجتمعة لعبت الدور الأكبر في تحديد نتائج الإنتخابات وكان من اهمها عدم تشكيل المجلس لمدة عام والذي أحمل فيه المسؤولية للجميع دون إستثناء، إلى جانب إستغلال بعض الكتل الطلابية لهذا الضعف والتقصير في خلق دعاية مضادة هدفها التعبئة والحشد ومحاولة تحميل المسؤولية للطرف الآخر ، في الوقت الذي لم يحاولوا من خلاله حل الأزمة ومعالجتها بالطرق المنطقية .
في حين قال الطالب / حمدان علي أحد ممثلي الكتلة الإسلامية إن هذه النتائج عكست العمل الدؤوب للكتلة الإسلامية من خلال سنوات من العطاء المتواصل والمنقطع النظير ، وقدرتها على المزاوجة مع العطاء في الساحة الفلسطينية بشكل عام بما قدمته من شهداء وأسرى من صفوف خيرة أبناء شعبنا ، وترجمة ذلك من خلال برنامجنا النقابي والسياسي على أرض الواقع ، ويضيف في الوقت ذاته كان البعض منشغلاً بمصالحه الفئوية والحزبية ومشاكله الداخلية متهرباً من تشكيل مجلس الطلبة ، فكان من الطبيعي أن يمنح الطلبة ثقتهم للكتلة الإسلامية وعدم إعطائها لمن هو ليس أهلاً لها .
وإختتم بقوله : إن أي كتلة طلابية مهما كانت تقدم في مشوارها الخدماتي هذه الجهود التي قدمناها لا بد أن تتوقع هذه النتائج المباركة .
ومن جانبه اشار ناطق عن القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي أن السبب في صعود الكتلة الإسلامية وفوزها بأغلبية المقاعد كان إنعكاس للوضع السياسي الخارجي لحركة حماس مما أثر بشكل مباشر على إختيار الطلاب ، لكن في نفس الوقت لا يعني ذلك إجماع الشارع الفلسطيني الكامل على هذه الحركة وهذا ما فسرته لنا نتائج الإنتخابات الأخيرة في جميع فروع جامعة القدس المفتوحة حيث فازت حركة الشبيبة الطلابية ، ونستطيع من خلال ذلك أن نصف الشعب الفلسطيني أحياناً بالشعب العاطفي الذي يحكم عواطفه في الإختيار ويبتعد عن معالجة الأمور بشكل عقلاني ومنطقي ، لكن النتيجة كانت طبيعية هنا وهي بسبب تقصير حركة الشبيبة بتشكيل مجلس الطلبة طوال عام كامل، مما دفع الطلاب لإختيار من يحقق لهم أهدافهم ومصالحهم ، ويضيف أبو عياش لم نتفاجىء بالنتيجة التي حصلنا عليها في القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي حيث قدمنا خلال العام الماضي العديد من الخدمات والنشاطات لجموع الطلبة ، في ظل إنشغال الأخرين بمشاكلهم وإقتتالهم الداخلي ، وأحب أن أضيف أنه ليس الهدف الرئيسي لنا دخول حلبة الصراع بقدر ما يعنينا توحيد صفوفنا في اليسار تحت راية واحدة لنكون البديل عن فتح وحماس على حد سواء ، بشكل منسجم قادر على العطاء والتواصل.
تغني أم تبني
بين تراشق الإتهامات وصراع الشعارات وإنفاق الأموال في البرامج الإنتخابية ، يبقى الهم الوحيد للطالب كيف ومتى ومن سيكفل له حقوقه ويحقق مطالبه الشرعية ، الكتل الطلابية مجتمعة وفي مقدمتها حركة الشبيبة الطلابية أبدت الإستعداد الكامل للبدء بنهج جديد وبناء من خلال تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الفشل والهزيمة الساحقة التي منيت بها بالإضافة إلى العمل الفوري على تطبيق بنود البرنامج النقابي والسياسي والإجتماعي والثقافي على أكمل وجه وضمن الإمكانيات المتاحة ، معربون بدورهم في إحتضان الطالب وهمومه بغض النظر عن إنتمائه السياسي على حد قولهم .
الكتلة الإسلامية التي تربعت على عرش مجلس الطلبة تقول : أنها سوف تعمل على تطبيق برامجها المتنوعة قدر المستطاع ومعالجة كل القضايا المستجدة والطارئة في حرم الجامعة وخارجها بما يخدم الصالح العام .
الركيزة الثالثة للجسم الحركي الطلابي المتمثله بالقطب الطلابي يعقب على الجانب الخدماتي بقوله : سنتواصل مع الطالب عن طريق اللجان داخل القطب وفي ظل عدم دخولنا لجان المجلس سنعمل من خلال اللجان الداخلية والمختصة بطرقنا المعهودة على تحقيق ذلك ، في ظل إستمرار التعاون والتنسيق مع مجلس الطلبة ضمن المساحة المشتركة الموجودة بيننا .
مظلة مجلس الطلبة
يشكل مجلس الطلبة بناء على عدد المقاعد التي تحصل عليها الكتل الطلابية ، ويتم ذلك من خلال توزيع اللجان التخصصية على هذه الكتل بما يتوافق مع الدستور المعمول به ، لكن في ظل التحالفات التي جرت بين كل من الكتلة الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي وكتلة المنبر الطلابي فقد تم إستبعاد حركة الشبيبة الطلابية والقطب الطلابي وكتلة الشهيد عمر القاسم خارج إطار اللجان ، لتحظى كتلة المنبر الطلابي على اللجنة التعاونية والعلاقات العامة ، وتكون اللجنة الثقافية والصحة والبيئة من نصيب الجهاد الإسلامي ، وتستحوذ الكتلة الإسلامية على رئاسة المجلس وباقي اللجان .
وبعد حوار دام اسبوعين لم تتوصل حركة الشبيبة الطلابية الى اتفاق واضح.
وتقول : نعرب عن أسفنا الشديد لهذه النتيجة والتي جاءت بسبب رفض البرنامج المقترح من قبلنا والذي دعونا من خلاله إلى توحيد الكتل الطلابية جميعها بما يشمل الطلبة المستقلين كذلك من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من العطاء المتنوع ، لكن للأسف جوبه هذا الإقتراح بالرفض من جانب الكتلة الإسلامية وهذا كان كفيلاً بعدم مشاركتنا بمجلس الطلبة .
القطب الطلابي الديمقراطي أعرب بدوره عن رفضه لسياسة التحالفات التي جرت بين الكتل الأخرى ، مما سبب تهميش الجانب الآخر من الحركة الطلابية بالإضافة إلى مطالبتنا بتطبيق قانون التمثيل النسبي في المجلس لكن كل ذلك لم يتم الإستجابة والتعاطي معه من قبل الكتلة الإسلامية فقررنا عدم المشاركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق