الأربعاء، 24 فبراير 2010

طموح فتاة

لا تكاد تدخل معرض فودافون لتصليح وبيع الخلويات في عمارة الاسراء بمدينة رام الله حتى تصاب بلدهشة لرؤيتك فتاة في مقتبل العمر تتصدر عملية تصليح الاجهزة الخلوية للزبائن ،فتراها تحمل ادواتها الخاصة وتعمل بكل تركيز في تلك الشيئيات الصغيرة والدقيقة المتواجدة في قلب الخليوي ،فتفككها وتعيدها الى مكانها ومعالم الثقة بادية على وجهها وكانها خلقت لهذا العمل.


هي ليست بلفتاة الخارقة وانما فتاة عادية ، تصميمها على ما تحبه جعلها تتحدى جميع الظروف المحيطة وتحقق حلمها،فابلرغم من كونها فتاة القرية المحافظة استطاعت هبة القاق ان تدرس دبلوم اتصالات واذاعة صوت وصيانة اجهزة خلوية في الاتحاد اللوثري في رام الله بعد ان رفض والدها ان تدرس ميكانيكا سيارات بقولك: الميكانيكا هي مهنة الرجال ولا دخل للنساء بها .

وبالفعل فانها تخلت عن فكرة الميكانيكا واختارت شيئا شبيها بها اذا لطالما احبت تفكيك الاشياء واصلاحها و اعادتها الى مكانها .
وهكذا دخلت هبة هذا المجال بتشجيع من والدتها التي اقنعت والدها وجعلته يتقبل فكرة دراسة ابنته لدبلوم صناعي اولا والعمل في هذا المجال ثانيا ،فاخذت هبة على عاتقها اثبات نفسها وقدرتها لجميع من كانوا يشككون بقدراتها في هذا المجال فعملت لتحقيق هدفها والنجاح في عملها.

فهي منذ 3 سنوات تعمل في ذاك وهو محل لبيع وتصليح الاجهزة الخلوية ،فترى الزبائن يتوافدون لاصلاح اجهزتهم وقد اعتادوا على تلك الفتاة التي تتقن عملها فاصبحوا يترددون عليها كلما وقع ضرر لخلوياتهم ويرفضون اللجوء لغيرها.

وبلا شك فان هذه المهنة ليست بالسهلة على فتاة من اسرة قروية محافظة في مجتمع لا يزال غير متقبل لفتيات يصلحن الاجهزة الالكترونية مثلهن مثل الرجال ،لذالك فان هبة واجهت نظرات الاندهاش من زبائن يصعقون عندما يرونها ممسكة بعدة التصليح ومنهمكة في عملها "مضت 3سنوات ولا يزال الناس يدهشون لرؤيتي اعمل هذه المهنة فيتسالون اكثر من مرة اذا ما كنت حقا اصلح الاجهزة وحدي ام ان احدا يساعدني في ذالك ولا يصدقون الا بعد ان اقوم بتصليح اجهزتهم امام اعينهم"
وها هي هبة القاق الفتاة التي رفض والدها ان تدرس الميكانيكا في البداية تبدا باقناع من حولها بانتمائها لمهنة لطالما احتكرها الرجال "بدا والدي بلاقتناع شيئا فيئا ،ففي البداية كان من المستحيل بالنسبة له ان ادرس في معهد صناعي ثم  تقبل الفكرة بصعوبة رافضا ان اعمل في هذا المجال ،فقد كان يقول لي دائما "كل ما اتي الى المحل اراكي متحوطة بمجموعة من الرجال ،هذا الكلام غير مجدي وانا امانع ذالك "الا انه عاود واقتنع بصعوبة.

لذالك فان هبة تنصح كل فتاة بالمضي قدما لتحقيق حلمها :"لا يجوز لاي فتاة ان تضع الحواجز امام نفسها و تقتنع نفسها انها غير قادرة على انجاز العمل ،لا ضير من التجربة حتى لو فشلت .
وتتمنى هبة القاق فتاة صيانة الخلويات ان تمتلك مشروعها الخاص في المستقبل وهذا ما تسعى لتحقيقه بكل جهد تملكه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق