لنا حجازي
غزة- عائلة بعلوشة.. ظلم وقع مرة من العدو، وأخرى من أبناء الوطن.. في هذا الشهر مرت الذكرى لم يتوقف عندها الكثيرون لتكاثر الأوجاع، وتكالبها.. ففي هذا الشهر الذي يتوقف فيه العالم أمام الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فان قليلا من الناس يتذكرون أبناء بعلوشة الثلاثة الذين قتلوا وهم في طريقهم إلى المدرسة في 11-12-2006.
لكن أمهم ليندا ووالدهم بهاء بعلوشة لم ينسوا الذكرى، ولا شك أنهم أضاءوا شموعاً من نوع خاص لم تنطفئ منذ رحيل فلذات أكبادهم الثلاثة في غمضة عين..
وغمضة العين تلك هي نفسها التي قتلت بنات المواطن أنور بعلوشة الخمسة،حين هدم المنزل فوق رؤوسهن مع بداية الحرب الإسرائيلية في العام الماضي..
وإن كان الجرح الأول اشد إيلاما من الثاني فان الألم هنا وفي كلتا الحالتين وصل إلى أقصى الحدود ولم يعد مسألة سباق فيمن يألم أكثر..
"تحرير وإكرام وسمر ودينا وجواهر" بعلوشة..
"أسامة وأحمد وسلام"بعلوشة..
مازالت العائلتان تنتظران محاكمة القتلة ولكن إحدى العائلتين على الأقل تعرف اسم قاتل فلذات أكبادها، والأخرى لم تشف من هذا الجرح بعد..
إحداهما تعرف سبباً كاذباً يسوقه القاتل، والأخرى لا تعرف أي مبرر ٍ يمكن أن يساق..
الأطفال الثلاثة أطلق عليهم ما يزيد عن 250 رصاصة، الطفلات الخمسة هدمت عليهم جدران منزل كان يوماً يحوي أحلامهم..
وبالحديث عن الأحلام مازالت أم أسامة بعلوشة تتذكر أحلامها برؤية أولادها يكبرون ويتزوجون ليملؤا البيت أطفالا..
وأم أحمد بعلوشة تحتضن صورة بناتها الخمسة وتغمض عينيها لتراهن بأثوابهن البيض في يوم زفافهن...
واليوم الأحلام البيضاء تحولت إلى أكفان تستدر الدمع كلما مرت في الذاكرة..مع كلمة راجفة على الشفتين المفجوعتين:"إلى اللقاء"..
استشهدت جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير وأعمارهن تتراوح بين الرابعة والسابعة عشرة وهن في فراشهن،واستشهد أسامة وأحمد وسلام أعمارهم تتراوح بين السادسة والتاسعة في طريقهم إلى المدرسة،انهم عرسان وعرائس في رحلة إلى الجنة- بإذن الله-.
*ملاحظة :الموضوع نشر سابقا على موقع وكالة معا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق