الأربعاء، 31 مارس 2010

تقرير مواليد الفسفور الابيض


مواليد الفسفور الأبيض في غزة

غزة / نسرين الرزاني


الأصل في النساء أنهن يسعدن بالحمل ، وتتحرك فيهن عاطفة الأمومة ، غير أن نساء غزة أصبحن يشعرن بالهلع والخوف من الحمل والولادة وبعضهن قررن إيقاف الإنجاب رحمة بأنفسهن وبمواليدهن .
فقد زادت في الآونة الأخيرة حالات تشوه الأجنة ، وهناك حالات تشوه لم يسبق مشاهدتها في أروقة أقسام الولادة داخل مستشفيات قطاع غزة.






الدكتور حسن اللوح رئيس قسم الولادة في مستشفى دار الشفاء يقول : إن عدد الحالات المشوهة تجاوزت ال80 حالة خلال الأشهر الماضية ، في حين كنا نشاهد حالة أو اثنتين على مدار السنة في الأعوام السابقة .
ويضيف حسنين أن سيدتان أنجبتا في يوم واحد طفلين عديمي المخ ، احدهم توفي على الفور والأخر لا زال على قيد الحياة ، لكن لا نستطيع فعل أي شيء له .

والدة الطفل الذي لا زال يلفظ أنفساه الأخيرة ، والتي رفضت الكشف عن هويتها تقول : انتظرت أنا وزوجي يوم الولادة بفارغ الصبر لروية واحتضان طفلنا الأول ، إلا أن أحلامنا ذهبت كالرياح ، عندما اخبرنا الطبيب بان الطفل يعاني من تشوه خلقي .
وتؤكد الوالدة المكلومة بأنها أجرت كافة التحاليل والفحوصات أثناء فترة حملها ، وان أحدا لم يخبرها بان الجنين يعاني من أية مشاكل نافية أن يكون العامل الوراثي وراء تشوه جنينها .

وفي حالة اشد غرابة من سابقتها خرج إلى الحياة  طفل كان يعاني من تشوه خلقي شديد كالوجه المكتنز و العيون الجاحظة وقصر القامة والأنف الأفطس ولون البشرة الضارب للبني المحمر وقصر الذراعين والساقين والميل الشديد بهما للداخل وأصابع القدمين الملتحمة بنحو يشبه وضعية " الغوريلا " في تكوينها الجسماني بما يشمل نهاية أطرافه .

مصادر طبية أكدت أن الطفل المولود حديثاً يبلغ من الوزن أربعة كيلو جرامات ، مما يوحي أنه بصحة جيدة إلا أن شكله لم يكن كذلك ، حتى أن والدته تركته في المستشفى ورحلت بعد أن رفضت استلامه .
معاوية حسنين رئيس قسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة  قال: إن خبراء ومختصين  في علم الأجنة وأطباء من وزارة الصحة أكدوا أن تشابه حالات تشوه الأجنة والمواليد بشكل كبير جدا يؤكد انه ليست بفعل عوامل وراثية ، وإنما نتيجة للأسلحة الفتاكة التي استخدمتها إسرائيل ضد المدنيين خلال العدوان على غزة .
وكانت إسرائيل قد أطلقت على مناطق مختلفة من مدن قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة التي اندلعت أواخر ديسمبر من العام الماضي ، قنابل فسفورية بيضاء تؤدي إلى تشوه الأجنة في بطون أمهاتهم  ، وقنابل الدايم ، وانفجار الوقود الهوائي الذي يخلف سحابة من ذرات الوقود ، التي تحترق وتؤدي إلى تفحم الهدف .

إذن هي أثار الحرب على غزة ، والتي ما زالت تنكشف يوما بعد يوم ، وخاصة تلك الآثار الناجمة عن استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دوليا والتي أهلكت فيها الحرث والنسل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق