الشباب الفلسطيني والهجرة
غزة / نسرين الرزاني
يعاني الشباب الفلسطيني من أزمة حقيقية جعلته يستسلم للإحباط واليأس ، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحصار الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة منذ نحو ثلاث سنوات ، وغلاء المعيشة وتفشي ظاهرة البطالة.بمعدلات عالية تجاوزت عتبة إل 80% .
فقد شهدت الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة ازديادا ملحوظا في ظاهرة هجرة الشباب إلى الخارج ، بحثا عن ملاذ امن ومكان يستطيعون فيه تحقيق أحلامهم ،بعد أن تحول الوطن الفلسطيني إلى مقبرة لهذه الأحلام .
يقول احمد "28 عاما " بنبرة يملؤها الحزن : أن العمر بمر بسرعة وأنا لم أحقق حتى ألان شيئا من أحلامي ، ويضيف : لقد تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، وحتى ألان لم أحظى بأي فرصة عمل تحفظ كرامتي وتؤمن لقمة العيش لي ولأسرتي .
أما صديقه علاء الذي يعيش نفس الظروف ، فيؤكد انه أصبح عبئا على عائلته عوض أن يكون عونا لها ، مضيفا بان الانقسام والحصار الإسرائيلي زادا من رغبته ، وسعيه هو وبعض أصدقائه للهجرة إلى الدول الأوروبية .
وتختلف أسباب ودوافع الهجرة لدى الشباب الفلسطيني بين شخص وأخر ، علي "30 عاما " على سبيل المثال لا الحصر له مبرراته الخاصة ، فهو موظف في أحد ألأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ، وقد حاول أكثر من مرة الحصول على فيزا إلى السويد أو النرويج، بحثا عن الأمان له ولأطفاله الصغار، بعيدا عن الحروب التي عايشها هو وأطفاله الأربعة خلال العدوان الأخير على غزة .
"الأوضاع الاجتماعية"
بدوره يؤكد الدكتور فضل أبو هين أستاذ علم النفس المشارك في جامعة الأقصى : إن الأوضاع أثرت سلبا على الحالة الاجتماعية والنفسية لدى الشباب ، مما أضاف أعباء ثقيلة على عاتقهم .
و يقول أبو هين :أن للانقسام الداخلي اثر كبير في ازدياد سوء الأوضاع ، وهو ما ولد لديهم مزيدا من التوتر والإحباط والقلق والمشاكل النفسية والعصبية .
ويدعو أبو هين المجتمع والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، إلى رفع وعي الشباب وتعزيز صمودهم وتنمية مهاراتهم ، والعمل على وضع برامج تستوعب الطاقات الكامنة لديهم ..
مشددا على أن كل جهة في المجتمع، من مسئولين وسياسيين واسر ومؤسسات وجامعات، يقع على عاتقها حماية هؤلاء الشباب والاهتمام بهم ، ففي نهضتهم نهضة المجتمع بأسره .
"الحصار والانقسام السياسي"
من جهته يقول الدكتور لؤي شبانه رئيس جهاز الإحصاء في المركز الفلسطيني: أن أسباب الهجرة تكمن في ثلاث عوامل رئيسية ، أهمها الوضع السياسي وحالة الانقسام الداخلي التي أثرت بشكل مباشر على الشعب الفلسطيني ، وخاصة فئة الشباب ، مشيرا إلى أن 85 % منهم يفكرون بالهجرة . ويضيف : أن السبب الثاني يكمن في الوضع الاقتصادي المتردي وعدم وجود فرص عمل ، وهذا عامل أساسي اثر على فئة الشباب ، أما العنصر الثالث فهو عزلة الشباب وإقصاؤهم عن المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية .
ويؤكد شبانه : أن معدلات هجرة الشباب في قطاع غزة اعلي من مدن الضفة الغربية ، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بسياسة الإغلاق والانقسام السياسي ، وضعف القدرة الاقتصادية التي تتراجع باستمرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق