الأربعاء، 31 مارس 2010

تقرير / أزمة كتاب ..أم أزمة قراء .. في عصر التكنولوجيا


  أزمة كتاب ..أم أزمة قراء .. في عصر التكنولوجيا
سعى الإنسان منذ أقدم العصور لاستخدام كافة الوسائل المتاحة لتقديم نتاجه الإبداعي والفكري والعلمي ، فالكتاب من إحدى هذه الوسائل القيمة ، إلا أن مقولة " أزمة الكتاب " بدأت تتردد بين المثقفين والمفكرين الفلسطينيين خلال السنوات الأخير ، ولكن هل هنالك حقاً أزمة كتاب ؟. وما أسباب هذه الأزمة .؟ أم أن الأزمة ليست في الكتاب أنما في تضاؤل عدد القراء وتبديل أمزجتهم تجاه الإنترنت ، تحدثت مع مجموعة من الكتاب الفلسطينيين عن هذه الأزمة فأجابوا .. 





يرى الشاعر رزق البياري المنسق العام لجنة النشاطات في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين أن أزمة الكتاب جزاء لا يتجزأ من الوطن العربي وعدم وعي الجمهور العربي بأهمية وانتقاء الكتاب .
وأزمة الكتاب الفلسطيني تكمن في فجوة بين الكتاب والقارئ، أوجدتها عدة عوامل، منها ما يرتبط بالوضع في فلسطين، خاصة تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة وعكست نفسها على الحياة الثقافية أيضاً، فأوجدت شرخا وجفاء بين علاقتهما يبعضهما البعض .
مشيراًً البياري  أن الجمهور الفلسطيني يحتاج مزيداً من الوعي بأهمية وانتقاء الكتاب ، وهذا الغياب يأتي على عاتق كافة المؤسسات الفلسطينية الحكومية والأهلية لأنها أزمة لا تنحصر على دور جهة معينة  .
أما الكاتبة والقاصة  فتحية صرصور  فقد رأت أن إنتاج الكتاب الفلسطيني في الآونة الأخيرة تراجع عما سبق ، ويحتاج إلى دعم حقيقي من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية والعربية لدعم المشهد الثقافي الفلسطيني ، موضحة ً أن الكاتب الفلسطيني ينشر كتابه على حسابه الشخصي ولا يستطيع طباعة كافة كتبه لتكلفة مصاريف النشر ، معبرة "أنا شخصياً لدى العديد من الكتب لا أستطيع أن أطبعها وأنشرها لأنها تحتاج لقدرة مادية " .
ويقول الصحفي والكاتب أحمد سكر أن أزمة الكتاب الفلسطيني هي جزء من مشكلات  الشباب الفلسطيني الطموح  الذين لا يجدون المساحة الحرة على المستوى الأدبي والشخصي في نشر إبداعاتهم ، حيث يرى أن هنالك تحولا ثقافياً سببه تحول التعاطي مع الكتاب على أنه مشروع تجاري، فدور النشر أصبحت ترى أن طباعة ونشر كتاب جديد هي مغامرة محكوم عليها بالفشل مسبقاً بسبب الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتردية"
مضيفاً سكر أن جيل الشباب اليوم بات يرى الانترنت والتكنولوجيا وسيلة أخرى لتوفر الكتاب الإلكتروني  ونشر إبداعاتهم بدلاً من الكتاب المطبوع موضحاً أن الإنسان اليوم يميل إلى الجلوس على الإنترنت لم يمثله من ثورة معلوماتية هائلة وبما يميزه بخاصية التفاعلية عبر المواقع الإلكترونية المتنوعة .
أما الشاعر البياري فيرى أن الإنترنت شيء والكتاب شيء أخر  ، موضحاً أن  التعامل مع الإنترنت بشكله الجيد هو وسيلة توفر الوقت والمسافات في البحث  ،ولكن لا تغني عن الكتاب وأهمية الكتاب  ، ولابد من الاستفادة من التكنولوجيا في تطوير الكتاب المطبوع بتصميمه وطباعته في أحدث الوسائل  ولكن لا تلغي دور الكتاب .
وتعلق الكاتبة صرصور أن جيل اليوم يتجه تجاه التكنولوجيا الحديثة منها الإنترنت والفضائيات للوصول إلى المعلومات موضحة إلا أن الإنترنت لا يلغي قيمة الكتاب ، لأن الكتاب يخلق حالة من الألفة بينه وبين القارئ ، وتقوية علاقة العين بالعقل ، موضحة ً لا شك إن الإنترنت يتميز في سرعة الحصول على المعلومة ، ولكن ما مدى صحة هذه المعلومة فإن الكتاب هو المرجع الرئيسي لكل معلومة .
ويرى عماد نصر الله مدير الخدمات العامة بمركز القطان ، أن العلم وعاء من المعارف المشتركة سوا كانت أدبية أو علمية أو فكرية ، فلابد من إيجاد الحافز نحو الإطلاع على هذا الوعاء ، موضحاً أن مركز القطان يهتم في اختيار الكتب ذات نوعية مميزة مثل القصص القصيرة والكتب المعرفية ذات الألوان والصور الجميلة والجذابة ، وجهزنا مكتبة القطان بأكثر من عشرة الآلف مادة علمية وترفيهية .
 فيقول نصر الله "  نهتم في توظف العلم والمعرفة في التكنولوجيا الحديثة عبر الإنترنت والبرامج والمسلسلات العلمية والمسرح ، حتى نعطي حافزاً للأطفال عبر مراحل تمهيدية  كي نخلق للأطفال بيئة جذابة  ، ومن ثم نقوم بدراسة سلوك الأطفال تجاه الإطلاع والمتابعة ، ووضعهم في برامجنا المعرفية للجوء إلى البحث والقراءة في مكتبة القطان ونشر موضوعاتهم المحتفلة عبر الويب سايد وهي عملية تدريب متكاملة .
ومشيراً نصر الله أن الهدف من ذلك هو صقل شخصيات أطفالنا والمواظبة على القراءة  والإطلاع والبحث في مستقبلهم الواعد .
ويبقى السجال في ظل التحديات الصعبة التي تواجه أزمة الكتاب الفلسطيني من إيداعه ونشره وتوزيعه ، فالبعض يرى أن الإنترنت أصبح  وسيلة سهلة ومنافساً شديداً للوصول إلى الكتاب والمعلومة الإلكترونية ، والبعض الأخر يرى أن لا بديل عن الكتاب المطبوع بل توظيف التكنولوجيا في وعاء المعرفة والعلم  .
تقرير / يحيى البنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق